العنف ضد المرأة الریفیة فى محافظة أسیوط

نوع المستند : Original Article

المؤلفون

1 کلیة الزراعة – جامعة أسیوط

2 قسم المجتمع الریفى والإرشاد الزراعى – کلیة الزراعة – جامعة أسیوط

المستخلص

سطّرت المرأة فی العصور القدیمة والحدیثة أسطراً من نور فی جمیع المجالات، حیث کانت ملکة وقاضیة وشاعرة وفنانة وأدیبة وفقیهة ومحاربة وراویة للأحادیث النبویة الشریفة، وإلى الآن ما زالت المرأة تکد وتکدح وتساهم بکل طاقاتها فی رعایة بیتها وأفراد أسرتها، فهى الزوجة والأم والأخت والأبنة ، وهذا یجعل الدور الذی تقوم به المرأة فی بناء المجتمع دوراً لا یمکن إغفاله أو التقلیل من خطورته.( الدراوى،2010) .    
فبالرغم من حصولها على درجات عالیة فی المیدان العلمی و العملی إلا أنها تظل فی نظر المجتمع مجرد قاصرة، عدیمة الأهلیة، غیر قادرة على تقریر مصیر حیاتها، فهی خلقت فقط للزواج و إنجاب الأطفال و خدمة الأسرة لا غیر(الدرویش،2011) ، فالمرأة تواجه کثیر من التحدیات والمشاکل ویأتى على قمة هذه التحدیات قضیة العنف ضد المرأة وهى قضیة معقدة ومتشابکة وشائکة ، وتعتبر ظاهرة أخطبوطیة لا یکاد یخلو منها مجتمع من المجتمعات، فالعنف ضد المرأة قضیة عالمیة واسعة الانتشار تتخطى الحدود الثقافیة والجغرافیة ، وتتعرض النساء للعنف بصورة مستمرة وبأشکال مختلفة ودرجات متفاوتة تختلف من مجتمع لأخر، وهذا العنف یصاحب المرأة منذ طفولتها ویزداد حدة فی شبابها وقد تظل مستمرة بصور مختلفة حتى فی شیخوختها (خیرى ، 2014).
و مشکلة العنف ضد المرأة  لم تحظ بالاهتمام المطلوب خصوصا فى دول العالم الثالث ومنها مصر ، ففی مصر تتنوع اشکال العنف التى تتعرض لها المرأة  فعلى الرغم من مظاهر الإنصاف للمرأة خاصة من خلال التشریعات والدساتیر التى أقرت المساواة بین الرجل والمرأة وحقوق المرأة الاجتماعیة والسیاسیة والثقافیة کما هو موجود فى الدستور الجدید ( 2014 ) ، إلا ان المرأة مازالت تتعرض للعنف لان هناک العدید من صور التمییز بسب الفجوة بین القانون والتطبیق. ( الزهرانى ،2009 ).
والمجتمع الریفی جزء لا یتجزأ من المجتمع الأکبر، فالقریة لیست منعزلة عن الظروف العامة التی یعیش فیها المجتمع فإنها مما لاشک فیه تتأثر بالاتجاهات العامة السائدة فیه . فنجد ان مشکلة العنف ضد المرأة  منتشرة فى المجتمع الریفى منذ صغرها حیث تتعرض الفتاة للختان ، وعندما تکبر فإنها تتزوج فى سن مبکر ، کما انها قد تحرم من المیراث عند وفاة الوالد ، کما قد تتعرض للضرب والاهانة من الاب او الاخ او الزوج ، فالعنف ضد المرأة آفة إجتماعیة تهز کیان المجتمع  وتضعه على حافة الانهیار لما له من العدید من الاثار السلبیة  لیس فقط على المرأة بل على المجتمع کله ، فالعنف ضد المرأة أمر مستمر و سیستمر مع الأسف ما لم نتصدى له بالحزم اللازم و ما دامت أطراف المجتمع تخفیه و تتستر علیه و ما دام الجناة لا یلقون العقاب عما اقترفوه، فسیبقى هذا العنف عارا على جبین الإنسانیة ما لم تقضى علیه (الزهرانى ،2009 ).

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية