Document Type : Original Article
Abstract
Keywords
Main Subjects
Article Title [العربیة]
ترجع تجارة القمح بین الدول إلی التاریخ القدیم ، حیث قامت الیونان وروما باستیراد القمح من مستعمراتها ، ومن المعروف أن مصر کانت تصدر الحبوب إلی بیزنطة وروما وشبة الجزیرة العربیة.
ومع ذلک فأن التجارة الدولیة للقمح لم تستمر علی هذا النحو ، حیث تغیرت طبیعتها وتغیرت تبعاً لذلک حالة الدول فی سوق القمح العالمی ، فتحولت دول التصدیر الرئیسیة إلی دول استیرادیة ، ومن الأمثلة علی ذلک الاتحاد السوفیتی سابقا الذی کان مصدراً بسبب تشجیع النظام الإقطاعی الذی کان سائداً فی ذلک الوقت وقدرة طبقة الملاک علی تصدیر کمیات کبیرة من القمح إلی الخارج بغض النظر عن حاجة السکان ، ثم ترتب علی التغیرات فی النظم السیاسیة فی الاتحاد السوفیتی وانتشار النهضة الصناعیة ، وما تبع ذلک من تحول عدد کبیر من العمال الزراعیین إلی الصناعة ، بالإضافة إلی زیادة الاستهلاک المحلی من القمح ادى الى نقص تدریجی فی صادرات الاتحاد السوفیتی(1) .
وفی النصف الثانی من القرن التاسع عشر توسعت الولایات المتحدة فی إنتاج القمح وقامت بتصدیر کمیات هائلة منه إلی أوربا مقابل حصولها علی المواد الصناعیة ، وکذلک لدفع فوائد الدیون وتسدید أقساطها وخاصة البریطانیة .
وبعد الحرب العالمیة الأولی أصبحت کندا واسترالیا وفرنسا والأرجنتین الدول التقلیدیة فی تصدیر القمح ، وإن کانت الولایات الأمریکیة قد أصبحت فی الآونة الأخیرة أهمها جمیعا نظرا لضخامة فائض أنتاجها وما تبعه من سیاسات لتسویق هذا الفائض فی العالم الخارجی إلی جانب امتلاکها قدرات هائلة علی الإنتاج والتخزین والنقل.
Keywords [العربیة]