رؤیة إقتصادیة للترکیب المحصولى الأوفق بمحافظة الوادى الجدید

تعتبر المیاه من أهم مدخلات عملیة التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة، إذ لا یمکن الحدیث عن التنمیة الزراعیة بدون توافر الکمیات اللازمة والکافیة من المیاه لاستدامة التنمیة، وحیث إن مشکلة محدودیة الموارد المائیة وندرتها تفرض تحدیاً لتحمل مسئولیة التصدى لمشکلات إدارة موارد المیاه، لذا فان الأمر یستلزم ضرورة وضع استراتیجیة شاملة لإدارتها، ویتطلب ذلک إعادة النظر فى الانماط الحالیة لاستخدام هذا المورد ومحاولة الوصول لأقصى کفاءة ممکنة فى استخدامها وإداراتها. وتعد کمیة میاه الرى المتاحة للاستخدام المحدد الرئیسى لتطور البنیان الاقتصادى الزراعى مما یترتب علیه تحقیق التوازن بین القطاع الزراعى والقطاعات الاقتصادیة الأخرى وذلک لارتباط الطلب على میاه الرى بالطلب على الغذاء. کما تعتبر الموارد المائیة المحدد الرئیسى للتوسع الزراعى الأفقى، وعلى ذلک فان الاستخدام الأمثل للموارد المائیة والمحافظة علیها وتنمیتها یعد هدفاً استراتیجیاً لتحقیق أکبر عائد اقتصادى⁽¹⁾.
ویعتبر الترکیب المحصولى الأوفق هو الذى یحقق التوافق بین اکثر من هدف للوصول الى الترکیب المحصولى الأکثر کفاءة فى تحقیق دالة الهدف ، والذى یهدف الى تعظیم صافى العائد من الأنشطة الزراعیة ، وترشید استهلاک المیاه ویدنى استخدامها ، ویعظم استخدام عنصر العمل وذلک فى ظل مجموعه من القیود والمحددات الانتاجیة⁽²⁾.
مشکلة البحث:
تعانى محافظة الوادى الجدید من ضعف الموارد وخاصة الموارد المائیة مما یؤثر على الانتاج الزراعى فضلاً عن تزاید حجم الفجوة الغذائیة بین الإنتاج والاستهلاک لمعظم الحاصلات الزراعیة فى ظل زیادة السکان المستمرة. لذا فهناک ضرورة لوضع قیود ومحددات للزراعة واعادة النظر فى الترکیب المحصولى الحالى مما یعظم صافى عائد وحدة المیاة المستخدمة. حیث تعتبر المورد الأکثر أهمیة بالمحافظة بالاضافة لتحقیق اعلى صافى عائد لوحدة المساحة ومنه للمزارع لتحسین وضعه المعیشى.