دراسة تحلیلیة لوضع الأمن الغذائی لأهم المجموعات والسلع الغذائیة النباتیة فی مصر

تعتبر قضیة الغذاء فی مصر من أهم أهداف إستراتیجیة التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة حتی عام 2030 والتی یجب الترکیز علیها نظرا للعدید من الأسباب والتحدیات التی تواجه هذا القطاع، من أهمها الزیادة فی عدد السکان وبالتالی الزیادة فی الطلب علی الغذاء، فی ظل محدودیة الموارد الزراعیة المتاحة الأرضیة والمائیة منها. وقد لوحظ فی الفترة الأخیرة أن نسبة الاکتفاء الذاتی قد انخفضت خاصة لمجموعة السلع الغذائیة الضروریة مثل الحبوب ومنها القمح والذرة الشامیة والبقولیات والزیوت النباتیة والسکر، مما یؤدى إلى زیادة الاعتماد على الاستیراد فی سد معظم الاحتیاجات الغذائیة. لذا استهدف البحث دراسة الوضع الراهن والمستقبلی للقدرات الإنتاجیة والطاقات الاستهلاکیة ونسب الاکتفاء الذاتی من أهم السلع الغذائیة ودورها فی تحقیق الأمن الغذائی المصری، حیث اعتمد البحث فی التحلیل الإحصائی على اختبار T-Test لمقارنة الفروق بین متوسطی فترتی الدراسة (2000ـ2006) ،(2007ـ2014).
واستنادا إلی النتائج البحثیة اتضح أن هناک فروق معنویة فی الإنتاج الکلی بین الفترتین فی کل من القمح والبقولیات والفاکهة والسکر، وقد یرجع ذلک إلی زیادة المساحة المزروعة منها أو استخدام أسالیب تکنولوجیة مثل الأصناف المستحدثة العالیة الإنتاجیة، بالنسبة للمساحة المزروعة فقد اتضح أن هناک فروق معنویة بین الفترتین فی الحبوب والقمح والبقولیات والفاکهة، وقد یرجع ذلک إلی تأثر المساحة المزروعة، سلبیا بالتعدی علی الأراضی الزراعیة بالبناء علیها، أو ایجابیا بالتوسع بالزراعة فی الأراضی الجدیدة. اما عن إنتاجیة وحدة المساحة فقد لوحظ عدم ثبوت معنویة الفروق بین الفترتین فی جمیع السلع ما عدا محاصیل الخضر، وقد یرجع ذلک لاختلاف الأصناف المنزرعة منها.
 ویعتبر إنخفاض فترة کفایة الإنتاج للإستهلاک المحلی وزیادة فترة تغطیـة الـواردات للإستهلاک المحلی مؤشر سلبیا علی معدل الاکتفاء الذاتی فی کل من الحبوب والقمح والبقول والزیوت والسکر، وارتباطا بذلک فقد اعتمدت مصر فی تحقیق أمنها الغذائی منها علی الواردات. فی حین تعتبر زیادة فترة کفایة الإنتاج وانخفاض أو ثبات فترة تغطیة الواردات للاستهلاک المحلی مؤشرا ایجابیا علی معدل الاکتفاء الذاتی فی کل من الذرة الشامیة والأرز والخضر والفاکهة، وبالتالی اعتماد الدولة علی الإنتاج المحلی منها فی تحقیق الاکتفاء الذاتی أو ثباته عند نفس المستوی.

لذا یوصی البحث: بالاهتمام بالتوسع فی زراعة محاصیل الحبوب والبقول والمحاصیل الزیتیة، وذلک  بزراعة الأصناف العالیة الإنتاجیة وزیادة الدور الإرشادی، فضلاً عن تخفیض أسعار التقاوی المعتمدة من القمح والأرز فی ضوء ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج من جانب، والمحافظة علی الأراضی الزراعیة من التعدی علیها، وذلک  بتفعیل القوانین الصارمة والتی تجرم التعدی علی الأراضی الزراعیة بالبناء علیها. وأخیراً تطبیق العمل بالدورة الزراعیة، فلا یمکن فی ظل الارتفاعات فی أسعار الغذاء ومحدودیة الموارد الأرضیة والمائیة أن یترک المنتجون الزراعیون خاصة الکبار منهم ینتجون ما یحلو لهم.