اثر مواقع التواصل الاجتماعی على التغیر القیمی لدى الشباب الریفی بمحافظة سوهاج

ان العصر الذى نعیشه هو عصر الثورة التکنولوجیة وعصر التغیر المتسارع ، وعصر الانفتاح الإعلامی الثقافی الحضاری العالمی ، والثورة التکنولوجیة التی من اهم خواص القرن الذى نعیشه هى ثورة تعتمد على المعرفة العلمیة المتقدمة ، والاستخدام الامثل للمعلومات المتدفقة بمعدلات سریعة (العسیری ،2004 :3) واکبر انجاز قد حققته الثورة التکنولوجیة فى مجال الاتصال والمعلومات ان المسافات لم تعد عقبة امام تبادل الانباء والمعلومات سواء على المستوى المحلى او الإقلیمی او الدولى ، وکذلک فقد حقق الاندماج بین تکنولوجیا الحاسب الآلی وتکنولوجیا اقمار الاتصال الصناعیة خاصیة الفوریة فى نقل الانباء والمعلومات ، فلم یعد بمقدور أی سلطة حاکمة على مستوى العالم اجمع ان تحجب الحقائق عن مواطنیها (ابو زید ، 2007 : 106).
وقد اثرت ثورة تکنولوجیا الاتصال والمعلومات فی ثقافة المجتمعات شکلا ومضمونا ، وسهلت الاتصال بین الافراد والجماعات فی مختلف دول العالم ، وبین وسائل الاعلام المختلفة ،وألغت الحدود المکانیة بین الدول والقارات ، کما اوجدت طرقا جدیدة للاتصال ونقل المعرفة بأسالیب اعلامیة واتصالیة متعددة (العوامرة ،2013 :13) وأحدثت تکنولوجیا الاتصالات الحدیثة ثورة هائلة وتغیرات کبیرة فى بنیة ونوعیة الاتصالات ، وقد کان من اهم مظاهر هذه التکنولوجیا الحدیثة شبکة الانترنت ، وفى ضوء التطور السریع لاستخدامات شبکة الانترنت ظهر ما یسمى بمواقع التواصل الاجتماعی التی غیرت من عادات المستخدمین ، وأصبح مستخدمی هذه المواقع هم المتحکمین فى المحتویات التى یتم نشرها وتبادلها (کامل ، 2015).
 وتعد مواقع التواصل الاجتماعی عبر الانترنت واشهرها على الاطلاق الفیس بوک ، وتوتیر من احدث منتجات تکنولوجیا الاتصالات وأکثرها شعبیة (الشهری ، 1434 :2) ، وهى مواقع عالمیة کبرى مبنیة على قواعد بیانات عملاقه حیث تؤمن التواصل بین البشر على مختلف اجناسهم ووفقا لرغبة المستخدم وعلى طریقة بحثه (عید ،العشى ، 2011 : 47).
 وقد باتت مواقع التواصل الاجتماعی الإلکترونی فی الأونه الاخیرة تسیطر على اوقات وأفکار الشباب ، حیث انها تعتبر سیف ذو حدین فمن وجهه نظر البعض انها اثرت على العلاقات الاجتماعیة وصلة الرحم بشکل سلبى والبعض الآخر یرى ان استخداماتها مفیدة کالتعرف على عادات وحضارات وثقافات الشعوب الاخرى (العلمی، 2011 : 10) ورغم ان مواقع التواصل الاجتماعی لا تمثل العامل الأساسی للتغییر فی المجتمع. لکنها اصبحت عاملا مهما فی تهیئة متطلبات التغییر عن طریق تکوین الوعى فی نظرة الانسان الى مجتمعه والعالم. حقیقة فقط، بل انه یسهم فى تکوین الحقیقة وحل اشکالیتها (الراوی،2012 : 95).