التوزیع الجغرافی الحالی والأمثل لواردات مصر من بعض الزیوت النباتیة

نوع المستند : Original Article

المستخلص

تشغل المحاصیل الزیتیة مکانة هامة فی الاقتصاد الزراعی المصری، وتأتی أهمیتها من أن الطلب علیها یعتبر طلبا مشتقاً من الطلب علی إنتاج الزیوت النباتیة الغذائیة والتی تشکل نمطاً غذائیاً سائداً وأساسیاً للمستهلک المصری. وتٌزرع بعض المحاصیل لاستخدام نواتجها فی إنتاج الزیوت ، أو لأغراض ثنائیة أو ثلاثیة کما فی محاصیل القطن وفول الصویا ودوار الشمس ، حیث تدخل فی إنتاج زیوت الطعام، بالإضافة إلی بعض المنتجات الأخرى کالألیاف والکسب([1]).
وتٌعد محاصیل البذور الزیتیة ذات أهمیة اقتصادیة وإستراتیجیة فی مصر، حیث تمثل المحاصیل الزیتیة مصدراً هاماً لتوفیر الزیوت النباتیة کأحد مکونات الغذاء الأساسیة فی النمط الغذائی المصری، کما أن للزیوت النباتیة أهمیة کبیرة کمصدر للطاقة بالإضافة إلی أنها تمثل مرکز الصدارة فی احتیاجات الفرد الغذائیة فی مصر، کما تتعدد الاستخدامات وتتنوع المنتجات التی تصنع من الزیوت النباتیة، کما أنها تدخل فی صناعات محلیة متنوعة([2]).
ومن المعروف إن الزیوت والدهون أحد الموارد الغذائیة الهامة التی یحتاجها الإنسان فی غذاءه ، بل إنها أغنی الموارد الغذائیة فی الطاقة ، حیث أنها تعطی سعرات حراریة عند احتراقها بالجسم ضعف ما تعطیه الکربوهیدرات أو البروتینات ، کما أنها تحتوی عادة علی بعض الفیتامینات الذائبة مثلA/D/E/K  ، فالزیوت النباتیة عموماً تعتبر مصدر هام لغذاء الإنسان ، کما یستعمل غیر مناسب منها فی صناعة البویات والصابون والورنیش وفی صناعات أخری، کما یستعمل الکسب الناتج من عملیات استخراج الزیوت کعلف للحیوان. 
مشکلة البحث:
تأتی الزیوت النباتیة الغذائیة فی مقدمة السلع التی تتزاید فیها الفجوة الغذائیة فی مصر وتزداد حدتها من عام لآخر، لذلک أصبحت مشکلة توفیر الزیوت الغذائیة للمستهلک المصری أحد أکبر التحدیات الاقتصادیة الرئیسیة فی القطاع الزراعی. وبالرغم من قدرة القطاع الزراعی المصری فی السنوات الأخیرة علی زیادة مساحات الأراضی المستصلحة والتوسع فی الأراضی الجدیدة ، إلا أن مصر ما زالت تعانی من تناقص المساحات المزروعة من المحاصیل الزیتیة وانخفاض المتاح للاستهلاک المحلی ، وزیادة مستمرة فی حجم الفجوة الزیتیة ، والتی بلغت حوالی  554,43 ألف طن کمتوسط للفترة (2008- 2012) ، وبلغت نسبة الاکتفاء الذاتی 7,31% من زیت دوار الشمس خلال نفس الفترة، ومن زیت فول الصویا60,20% خلال نفس الفترة([3])، بینما لا تقوم مصر بإنتاج أی کمیة من زیت الذرة. الأمر الذی یترتب علیه قیام الدولة باستیراد الزیوت النباتیة من الخارج لسد الفجوة مما یؤدی إلی تحمل الدولة عبء تدبیر النقد الأجنبی لاستیراد الکمیات اللازمة لسد ذلک العجز ، فی الوقت الذی تسعی فیه الدولة لتوفیر النقد الأجنبی لدفع عجلة التنمیة فی مصر ، ومن ثم فإن دراسة التوزیع الجغرافی الأمثل للواردات من الزیوت النباتیة تمکن من الوصول إلی الطریقة التی یمکن بها تدنیه فاتورة الواردات منها.



(1) حسین حسن علی آدم، اقتصادیات إنتاج واستهلاک محاصیل الزیوت فی مصر، رسالة دکتوراه، قسم الاقتصاد الزراعی، کلیة الزراعة، جامعة عین شمس، 2008.


(2) www.aiu.edu/University


(3) تم حسابها بمعرفة الباحثین.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية