القدرة التنافسیة لأهم الدول المصدرة للقمح إلی السوق المصری

یعتبر القمح من المحاصیل الغذائیة الهامة فی مصر، ونظراً لزیادة عدد السکان بمعدل أکبر من معدل الزیادة فی المساحة المزروعة منه، فقد أصبح الإنتاج المحلی من القمح لا یکفی الاستهلاک القومی منه، الأمر الذی جعل الدولة تتجه إلی الاستیراد من الخارج لتغطیة العجز فی الإنتاج المحلی، مما یشکل عبئاً کبیراً علی میزان المدفوعات للدولة.
هذا ویعد القمح من أهم الواردات الغذائیة فی مصر، إذ بلغ قیمة ما أستوردته مصر منه حوالی 17,30 ملیار جنیه تمثل حوالی 44% من إجمالی قیمة الواردات الغذائیة والبالغة حوالی 39,32 ملیار جنیه لمتوسط الفترة (2010-2012)⁽⁶⁾.
وتعد دول روسیا الاتحادیة، الولایات المتحدة الأمریکیة، فرنسا، استرالیا من أکبر الدول المصدرة للقمح إلی مصر، إذ بلغ کمیة ما تصدره حوالی 4,06 ، 1,65 ، 1,43 ، 0,65 ملیون طن تمثل حوالی 44%، 18%، 15%، 7% من إجمالی کمیة واردات القمح لمتوسط الفترة (2010-2012)⁽²⁾ علی الترتیب، بما یعنی أن الدول الأربعة مجتمعة تصدر ما نسبته حوالی 84% من إجمالی کمیة واردات القمح والبالغة حوالی 9,22 ملیون طن لمتوسط نفس الفترة.
مشکلة الدراسة:
نظراً لأهمیة محصول القمح فی توفیر احتیاجات السکان من الغذاء وفی ظل تدنی نسبة الاکتفاء الذاتی منه والتی بلغت حوالی 52% لمتوسط الفترة (2010-2012)⁽¹⁴⁾ نتیجة لعدم مسایرة الإنتاج المحلی للزیادة فی الاستهلاک، الأمر الذی اضطر الدولة إلی الاتجاه إلی الاستیراد من الخارج لتغطیة هذا العجز.
وفی ظل احتیاج السوق المصریة لاستیراد القمح من الخارج فإن الدول المصدرة إلی هذا السوق تواجه منافسة قویة فیما بینها للحصول علی حصة أکبر من صادرات القمح لهذا السوق، الأمر الذی یتطلب دراسة القدرة التنافسیة لأهم الدول المصدرة للقمح فی السوق المصری والتعرف علی الوضع التنافسی لها مما یساعد واضعی السیاسة الاقتصادیة المرتبطة بالتجارة الخارجیة فی اتخاذ القرارات المناسبة بشأن استیراد القمح من هذه الدول.