تقدير دالة الطلب على بعض المصادر الأساسية للبروتين الحيوانى في مصر

نوع المستند : Original Article

المؤلف

المستخلص

مما لا شك فيه أن الأنشطة الاقتصادية للمجتمع تهدف دائماً إلى إشباع الحاجات الإنسانية من السلع والخدمات ، ومن ثم فإن أجهزة التخطيط تبدأ عادة بتحديد هذه الحاجات لتوجيه الموارد الاقتصادية للمجتمع نحو إشباعها وفقاً لدرجة إلحاحها وأهميتها .
    ويعتبر الغذاء ضرورة من ضروريات الحياة ، فضلاً عن ارتباطه ارتباطاً وثيقاً بالمستوي الصحي للمجتمعات وما لذلك من أثر كبير على الطاقة الإنتاجية للأفراد والجماعات وانعكاس ذلك على المستوى القومي ، وبالتالى تعتبر السلع الغذائية في كل المجتمعات من أكثر هذه الحاجات إلحاحا وطلبا للإشباع ، ويشكل الإنفاق على الاستهلاك الغذائي أكبر نسبة إنفاقية بين بنود الإنفاق الاستهلاكي . فقد تبين أن نسبة الإنفاق على الطعام والشراب فى مصر تبلغ حوالي 41.38% من جملة الإنفاق الاستهلاكي السنوي في الحضر وتزداد هذه النسبة  لتصل إلى حوالي 51% في الريف . وفي الوقت الذي ينفق فيه المستهلك المصري أكثر من نصف دخله على الغذاء فإن المستهلك في الدول المتقدمة ينفق على الطعام والشراب حوالي ثلث دخله كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ، أو ربع دخله فقط كما هو الحال بالنسبة للدنمرك، ولعل ذلك يبين الأهمية الخاصة لمجموعة الطعام والشراب بالنسبة للمستهلك المصري في استنفاذ الجانب الأكبر من جملة إنفاقه الاستهلاكي .
          ويحتاج الإنسان في طعامه إلى مكونات غذائية أساسية لعل من أهمها البروتين الذى ترجع أهميته إلى دوره الرئيسى في بناء الأنسجة وتعويض الفاقد منها ومد الجسم بالحرارة اللازمة له ، وبذلك ترتبط بروتينات الغذاء ارتباطاً وثيقاً بميزان النيتروجين داخل جسم الإنسان ، فهناك علاقة كبيرة بين كمية النيتروجين الداخلة عن طريق الغذاء إلى جسم الإنسان وكمية النيتروجين المفرزه من ذلك الجسم من نواتج الهضم النهائية في صورة يوريا وحامض بوريك وكيرياتين . فإذا كانت الكمية الداخلة في الجسم تفوق الكمية المفرزة كان ميزان الأزوت داخل الجسم موجبا ، أما إذا حدث العكس فإن الميزان يكون سالبا ، ومن غير المرغوب فيه إطلاقاً أن يكون هذا الميزان سالبا ، لأن ذلك يدل إما على نقص أو سوء في التغذية البروتينية أو لوجود حالة مرضية معينة.

الموضوعات الرئيسية