أثر التغيرات التكنولوجية المعاصرة على التفاعل الإجتماعى للأسرة الريفية فى بعض قرى محافظة أسيوط*

يعتبر التغير سنة من سنن الله سبحانه وتعالى منذ أن خلق هذا الكون ، وزاد هذا التغير واتسع حتى أصبح بالتغير الحادث الآن ، وندرك جميعاً أننا نعيش عصر حضارة جديدة ، من أهم صفاتها الإنتاج الغزير للمعرفة والمعلومات ، والذى يعتمد في تخطيطه على الكمبيوتر، وأصبح العالم اليوم قرية كونية صغيرة، وفي عصرنا الحالي تتلاحق المتغيرات بسرعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية والتي من أبرزها المخترعات العلمية ، والمستجدات التكنولوجية ، والتغيرات الاقتصادية، وما يتبعها من تغيرات في القيم ، والأخلاق ، والعادات ، والتقاليد ، فهذه التغيرات مما لاشك فيه سوف تنعكس على المجتمع (الرويشد ، 2006).
وقد شهد المجتمع المصري عديد من التغيرات الجذرية فى المجالات الاجتماعية ، والاقتصادية، والسياسية ، والمجتمع الريفي جزء لا يتجزأ من المجتمع الأكبر ، فالمجتمع القروي يتغير وتغيره أصبح حقيقة واضحة  ، ومن أكثر النظم فيه استجابة لعوامل التغير، هى الأسرة ، فالأسرة بناء مرن حيث إنها  تتأثر بالتغيرات السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والإعلامية ، والثقافية ، وتتشكل حسب الظروف  المحيطة بها ( غيث ، 1967).
وتعتبر الأسرة من أهم المؤسسات التربوية التي يعهد إليها المجتمع بالحفاظ على هويته وضبط سلوكيات أفراده لتأمين استقراره ، فهى تقوم بالعديد من الوظائف الجوهرية منها وظيفة الإنجاب ، ووظيفة تنظيم السلوك الجنسي ، والوظيفة الاقتصادية ، والوظيفة الدينية ، والوظيفة التربوية ، والوظيفة القانونية ، ووظيفة الإشباع النفسي والعاطفي ، ووظيفة الضبط الاجتماعي ، ووظيفة التنشئة الاجتماعية . ويلاحظ أن وظائف الأسرة كانت واسعة شاملة ثم أخذت في التقلص تدريجياً نتيجة للتغير الذى أصاب الأسرة بنائياً ووظيفياً ، فقد انتقل عديد من جوانب التنشئة الاجتماعية إلى مؤسسات أخرى خارج الأسرة (عبد الفتاح ، 1993).
ولذلك أصبح الأبناء يعرضون لتيارات وقيم ثقافيـة متباينة ، وأساليب متنوعة في التفكير عبر الكثير من الوسائل والتي بات من الصعب السيطرة عليها.. ونظراً لأهمية الأسرة ، وأهمية الدور الذي تقوم به في حياة الأبناء ،  فكان من الضروري دراسة أثر التغيرات المعاصرة على ما يحدث داخل الأسرة من تفاعل إجتماعى بينها وبين أفرادها بعضهم البعض من ناحية وبينهم وبين آخرين من ناحية أخرى  .